هل الشغل خاصية انسانية؟ انجاز
التلميذة:سلوى اروهال 2013-04-24
مستوى الفهم
يتاطر مضمون هذا السؤال في اطار مجزوء الفاعلية والابداع
اذ يثير ويتناول مفهوم الشغل وبشكل خاص الشغل كخاصية انسانية.وقبل ان ابين التصور
الذي يجيب عنه السؤال نحدد في البداية دلالة مفهوم الشغل.
غالبا ما يفيد الشغل في التمثل الشائع العمل العضلي
والجهد الجسدي الذي بموجبه يحول الانسان الطبيعة.كما يرتبط مفهوم الشغل في التمثل
الشائع بالعمل اليدوي ويقصي العمل الفكري كفاعلية يمكن اعتبارها شغلا'اذن الشغل
يفيد كلا من العمل الفكري واليدوي.بعد هدا التحديد لدلالة مفهوم الشغل ننتقل الى
طرح الاشكال المؤطر لمضمون السؤال والذي يمكن التعبير عنه كما يلي
اذا كان الشغل مجهودا متجها نحو الطبيعة يقوم به الانسان
او الحيوان للتاثير عليها وتسخيرها لصالحه_فلماذا تخص الانسان وحده بالشغل وننفيه
عن الحيوان؟.واذا كان الانسان كائنا مفكرا وبفكره يتميز عن باقي الكائنات
الاخرى_فكيف يتاتى الحديث عن الشغل كبعد من ابعاد ماهية الانسان؟.بمعنى اخر_هل
يشكل الشغل بالنسبة للانسان غاية يثبت من خلالها ذاته ويحقق ابداعاته ام انه مجرد
وسيلة تقع غايتها خارج ماهيته في الانتاج والربح.؟
مستوى التحليل
كجواب على هذا الاشكال نجد ان الآراء
المتداولة حول ظاهرة الشغل تنقسم إجمالا إلى : فلسفات رافضة للشغل باعتباره إقصاء
لماهية الإنسان، وفلسفات تعتبر الشغل أساس كل قيمة إنسانية، وأخيرا فلسفات تنتقد
الشغل دون أن تقصيه من الظواهر الإنسانية حيث نجد الفيلسوف الالماني" كارل
ماركس"الذي يرى ان الشغلهو نشاط واع، متأمل ومقصود فالإنسان يتمثل ويتخيل في البداية ما ينوي القيام به. وقدرته هذه على
تمثل أهدافه وتنظيم حركاته وأعماله طبقا لهذه الأهداف تميز عمل الإنسان عن الأنشطة
الغريزية التي تقوم بها الحيوانات. وما دام عمل الإنسان ليس شيئا غريزيا فإنه
يرتكز على الاهتمام والإرادة. ويركز ماركس بقوة على هذه النقطة، فالعمل في نظره
ليس عفويا ولا طبيعيا، وهو لا يتطلب مجهودات عضلية فقط من أجل تحويل الطبيعة، ولكن
استعدادا سيكولوجيا أيضا، حيث يقتضي الحفاظ على الإرادة الإنسانية في مستوى محدد
من التوتر والانفعال المستمر.حيث
يميز بين العمل الإنساني والأنشطة التي تقوم بها
بعض الكائنات الأخرى (بعض الحشرات والطيور)، ويستخلص أن العمل هو أساسا فعل طرفاه
الأساسيان هما الإنسان والطبيعة. ويلعب الإنسان في مواجهة الطبيعة دور قوة طبيعية،
فالقوة التي يتوفر عليها الإنسان والكامنة في يديه ورجليه ورأسه تستخدم بشكل
إيجابي من أجل تحقيق أهدافه، وفي نفس الوقت يؤثر بعمله هذا في الطبيعة الخارجية
ويحولها. وبتحويل الطبيعة يحول طبيعته الخاصة أيضا، وينمي الملكات والقدرات
الراقدة فيه. إن العمل شيء ينتمي إلى المجال الإنساني فقط، صحيح إن العنكبوت يقوم
بعمليات تشبه تلك التي يقوم بها صانع الزرابي، كما أن النحلة تدهش أكثر من مهندس
بما تقوم به، إلا أن ما يميز ما يقوم به أسوأ مهندس وأمهر نحلة، هو أن المهندس يتمثل
في ذهنه ما سيقوم به قبل تنفيذه.
نخلص اذن ان النتيجة المحصل عليها بواسطة عمل الإنسان توجد بشكل قبلي في مخيلته بينما هي
عند الحيوان مجرد سلوك غريزي يغيب عنه التخطيط العقلاني._لكن هل يمكن القبول بهذا
التصور كحل نهائي لاشكالية الشغل كخاصية انسانية.
مستوى
المناقشة
ان التصور الذي تم تحليله سابقا حول موضوع الشغل خاصية
انسانية قد لقي القبول من طرف الفيلسوف الالماني"هيغل" حيث اعتبر
العمل
انتاجا للانسان بواسطة الانسان وهنا اهتم بإظهار الكيفية التي ينتقل بها الفرد من
مجرد الشعور بالوجود
إلى الإحساس بالذات أي إلى الاعتراف به
كإنسان أو الانتقال من درجة الحيوانية إلى درجة الإنسانية. إن الإنسان حسب تعريف "هيجل"كائن
راغب لأنه لا يستطيع أن يعيش دون الحصول
على شيء آخر غير ذاته، وان الفرق الكامن بين الانسان والحيوان هو أن الحيوان يرغب
في الحفاظ على وجوده، أما الإنسان فإنه لا يكتفي بأن يكون مجرد كائن حي، بل يريد
أن يكون بالأساس إنسانا، وأن يعترف به كذلك من طرف أشخاص آخرين. و من أجل تحقيق
ذلك، فإن الإنسان على استعداد للقيام بأي شيء، بل إنه يذهب إلى حد نفي ذاته
والمخاطرة بها. إنه يخاطر بذاته لكي يثبت أنه موجود.لكن هذا التصور لم يرض
الفيلسوف "نيتشه"الذي يرى ان الشغل وخاصة في عصرنا الحالي، هو تثبيت للقيم الكادبة
والبحث عن الثروة باي ثمن وينسيان، ان الانسان هو جسد وحياة وتفكير في الوجود .في
حين ان الشغل مضاد لكل ما هو فردي، حيث
يستعمله المجتمع كشرطي ليَلْجِمَ الفرد من خلال عرقلة العقل والرغبات والميل إلى
الاستقلال.
مستوى
الاستنتاج
نستنتج
من خلال تحليل ومناقشة الجواب المفترض عن السؤال ان هناك مواقف متباينة يؤكد بعضها
ضرورة العلاقة بين الشغل وماهية الانسان وفي مقابل ذلك يراها البعض الاخر احتقارية
تنزل بالانسان الى مستوى الحيوان.ونستنتج انه إذا كانت جل الحيوانات تقتات على ما
تمنحه الطبيعة من موارد، فإن الإنسان يتحكم في الطبيعة ويرغمها على أن تمنحه
خيراتها قصد ضمان بقاءه وتلبية حاجاته ووسيلته في ذلك الشغل.
ممتاز يا سلوى بالتوفيق
RépondreSupprimerممتاز يا سلوى بالتوفيق
RépondreSupprimerWaomrc khdit mn 3andk bzaf dyal ta3arif wka ntmna lik twfi9 flmasira dirasya dyalk mrc
RépondreSupprimerWaomrc khdit mn 3andk bzaf dyal ta3arif wka ntmna lik twfi9 flmasira dirasya dyalk mrc
RépondreSupprimerفينا هي الاطروحة ديال السؤال
RépondreSupprimerGood job salwa
RépondreSupprimerماشاء الله عليك سلوى اتمنى ان تكوني قد حققت ما كنت تتمنينه
RépondreSupprimerممتاز لكن هذا غير مفهوم
RépondreSupprimerGod
RépondreSupprimerبرافو عليك
RépondreSupprimer