موقع يهتم بالفن والادب

jeudi 15 mai 2014

Posted by Unknown on 11:38 with 9 comments | Categories: ,
مفهوم الشغل
ابداعات التلاميذ- التلميذ ا حضراوي
سؤال الانطلاق
هل الشغل حرية ام استلاب؟
من خلال المفاهيم المتضمنة في السؤال الشغل و الحرية و الاستلاب يتضح أنه يتاطر داخل مجزوءة الفاعلية و الابداع، وتحديدا ضمن مفهوم الشغل و و يقصد بالشغل هو النشاط الإنساني الذي يهدف إلى خلق أثر يتجلى في منتوجات مختلفة و يكون له مردود إجتماعي.  ، اذ يسلط الضوء على موضوع الشغل بين الاستلاب و التحرر ، الشئ الذي يضعنا امام مجموعة من الاشكالات من قبيل: هل الشغل خضوع للحاجة ولنظام النشاط المنتج أم هو إبداع للذات ؟ أو بمعنى اخر هل يؤدي الشغل الى استعباد العامل أم أنة على العكس من ذلك مصدر لتحرره؟
لتحليل الاشكال الذي ينطوي عليه السؤال المطروح ، يقتضي الامر على الحروف والمفاهيم المبني عليها ، فهل حرف استفهام تخييري بين قضيتين متقابلتين قد يصرح  بهما معا ، وقد يصرح باحداهما ويتم نفي الاخرى . ان الطابع الاستفهامي لهذا الحرف يقتضي اجابتان محتملتان الشغل مصدر لتحرر العامل أو الشغل يؤدي الى استعباد العامل؟. في حين يشير مفهوم الحرية الى استقلالية الذات فكريا و سلوكيا و عدم خضوعها لاية اكراهات خارجية أما لفظ استلاب فيعني سيرورة لاواعية يعيش الفرد داخلها حالة من التبعية أما للغير او لقوى خارجية أخرى . يفضي بنا تحليل عبارات السؤال الى اطروحة مفترضة مضمونها ان ذلك هو النشاط الإنساني الذي يهدف إلى خلق أثر يتجلى في منتوجات مختلفة قد يِدي الى تبعية العامل بحيث لا يتمكن من تحقيق حريته في شغله ، وهي الاطروحة التي نجد لها حضورا قويا لدى الفيلسوف جون بول سارتر الذي يرى أنه بالرغم مما في نظام التايلورية في الشغل من استعباد ، فإنه مع ذلك الاستعباد والقهر عنصر محرر للعامل ؛ إذ يؤدي إلى إثبات ذات العامل على الطبيعة فيحول الأشياء إلى منتوجات صناعية مفيدة. إن الشغل أداة لتحرر للإنسان لذاته و تحققها لكنه في ظل شروط نظام الالية تحول الى اداة لاستعباد العامل نضرا لما يتخلله من اقصاء لوعي و ارادة العامل في الشغل و التعامل معه كالة في الانتاج . إذ يستشهد الفيلسوف بمثال تورده السيدة " ستايل " في مذكرة رحلتها إلى روسيا في بداية القرن 18م عشرون قنا من الأقنان الروس، يعزف كل واحد منهم نوطة واحدة بشكل متكرر كلما كان ذلك ضروريا، بحيث أصبح كل واحد منهم يحمل اسم النوطة التي يعزفها. وهذا شبيه بما يحدث للعمال في نظام التايلورية؛ حيث يتم اختزال شغل العامل في قيامه بحركات متكررة مئات المرات يوميا. و يتضح من خلال ما سبق أن اطروحة مفترضة للسؤال تؤكد على ان الشغل بالرغم من استعبادة و قهره الا انه عنصر محرر في ذات العامل حيث يثبت ذاته في الاشياء الطبيعية و يعمل على تحويلها الى منتجات صناعية مفيدة. و أن الشغل اداة تحرر للانسان الا انه يخضع لقوانين و لا يتم تحت التملك لرب. أفلا يمكن الحديث كذلك على أن الشغل استلاب و استغلال لحرية العامل أي استغلال لطبيعة الانسان و طبعه. و من هذه الاطروحة نستحضر تصور الفيلسوف جون جاك روسو الذي يرى ان الانسان من طبيعتة و طبعه الميل الى الكسل و الخمول حيث اعتبر الشغل إلا ضرورة فرضها اشباع الحاجة حيث يقوم ببدل جهد ضروري و اكراهات مجتمعه عليه.
نخلص من خلال ما سبق الى ان اشكالية الشغل بين الاستلاب و التحرر افرزت مجموعة من المواقف المتعارضة ، حيث راى جون بول سارتر بالرغم مما في نظام التايلورية في الشغل من استعباد وقهر. إلا انه عنصر محرر لذات العامل؛ إذ يؤدي إلى إثبات ذاته على الأشياء الطبيعية ويعمل على تحويلها إلى منتوجات صناعية مفيدة. فالشغل أداة لتحرر الإنسان، إلا أنه يخضع لقوانين. في حين اعتبر الفيلسوف جون جاك روسو أن الشغل الا ضرورة فرضها اشباع الحاجة و اكراهات المجتمع و الانسان من طبيعته و طبعه ميل الى الراحة و الكسل. . اما فيما يتعلق بوجهة نظري الشخصية ، أجد نفسي اتبنى موقف الفيلسوف جون جاك روسو لانه الاقرب الى الواقع المعيش ، فواقع الحال يشهد أن التكاسل هو الذي يجعل المتوحشين وإنما العمل فهو ضرورة يقوم بها الانسان لاشباع حاجاته و اذ كان له مصدر لاشباع  هذه الحاجة فلن يقوم بأي شغل. في ظل تضارب هذه المواقف و التصورات ألا يمكن القول ان استلاب الشغل قد يؤدي إلى نتائج سلبية؟

9 commentaires:

Blogroll

About