موقع يهتم بالفن والادب

mardi 25 février 2014

17:26 Posted by Unknown No comments Posted in
Posted by Unknown on 17:26 with No comments | Categories:
       تصميم العرض:
  مقدمة
  المحور الأول:الحتمية الجغرافية من خلال الفكر الاغريقي
  المحور الثاني :سلطة المجال من خلال نموذج المسعودي ومونتيسكو و ابن خلدون
  المحور الثالت: التأسيس النظري للحتمية الجغرافية
المحور  الرابع: ، صدقي أزايكو و محمد حنداين المجال وتأثيره على نشاط الإنسان
أ)صدقي أزايكو دور المجال الجبلي
1_الليمس الروماني والقلع المرابطية  كبقايا اثرية شاهدة على الفعل الانساني.
1)   2_تحت حكم السعديين:  انسان الجبل صانع النصر والتاريخ

3_السياسة المركبة : الاختراق  البطيء والقلع المتقدمة
ب):المجال الصحراوي و نشاط الانسان تامدولت نموذجا
1_التوطين الجغرافي لتامدولت
2_التجارة قديما بتامدولت
المحور الخامس :سيجموند فرويد والمدخل النفسي لتفسير السلوك الانساني
1_الطوطم والمجال
2_المؤسسات الطوطمية
3_علاقات القرابة عند المجتمعات الطوطمية
المحورالسادس: الأطلس الكبير الأوسط:المجال و النشاط البشري
1_المجال الاقتصادي
2_ المجال السياسي
3_تحديد المجال
4_الاستقرار البشري بالمنطقة
5_مستويات تأثير المجال المدروس على السلوك البشري
6_نمط السكن
7_تأثير المجال المسقي على العلاقات الاجتماعية
8_ثأتيرالأرض على الانسان
9_علاقة الفنون بالمجال
10_ثأثير المجال على القيم
11_الزواج
12_الجانب الديني
خاتمة






مقدمة
ان الحديث عن علاقة الانسان بالمجال ليس وليد الأزمنة المعاصرة ،بل يرجع أساسا الى أزمنة موغلة في القدم ،لأن الانسان كائن موجود في الزمن و المكان ومن ثمة فهو منذ وجوده موجود في المكان أو المجال و الذي يؤثر بشكل أو بآخر في سلوكه و نشاطه,فما المقصود  بالمجال الطبيعي ؟و ما دلالة النشاط الانساني؟
 المجال الطبيعي مفهوم مركب يشمل كل الوحدات التضاريسية من جبال و صحاري و سهول و أودية...كما يشمل أيضا  الكائن البشري باعتباره جزء من المجال في نظر بعض المدارس الجغرافية،أما النشاط الانساني فيقصد به مختلف الانجازات المادية و الروحية والفكرية للإنسان,
فالبحث في موضوع الجغرافية في علاقتها بالنشاط البشري سيفتح لنا أفاقا من أجل المساهمة في اعادة كتابة التاريخ الاجتماعي لجهة تادلة أزيلال،باعتبارها تتضمن مجالات جغرافية متباينة،و من تمة سنتمكن من بناء منظور جديد للتنمية الجهوية، اذا استطعنا ربط سلوكات الانسان في الجهة بالمجال من جهة وثقافته وفنه وثراته و علاقته الاجتماعية من جهة أخرى.
من أجل معالجة هذا الموضوع وجدنا أنفسننا أمام أسئلة فرضت نفسها علينا وهي كالتالي:
هل ظهور الاهتمام بعلاقة الانسان بالمجال وليد الأزمنة المعاصرة أم أنه موغل في التاريخ؟واذا قبلنا بوجود علاقة بين الانسان و المجال فهل هده العلاقة حتمية ؟أي أن المجال يحدد بشكل ضروري طبيعة السلوك البشري؟ أم أن هذا الأخير تتدخل في رسم معالمه عوامل أخرى كالعوامل النفسية و الثقافية؟و ما علاقة سلوك الانسان بجهة تادلة أزيلال بمجاله الجغرافي وبثقافته و بذاكرته الجماعية؟


المحورالأول:الحتمية الجغرافية من خلال الفكر الاغريقي
شكلت علاقة المجال الجغرافي بالإنسان من حيث قيمه الثقافية، وتفاعلاته الاجتماعية، وانتاجاته الاقتصادية..من القضايا التي شكلت مركز اهتمام الباحثين قديما وحديثا،فمن الإشكاليات العالقة، إلى أي حد يؤثر الوسط الطبيعي في توجيه الانتاجات البشرية عبر الزمن؟
   للإجابة عن هذا السؤال الجوهري ارتأينا، دراسة بعض النماذج من المصادر والكتب التي تناولت بشكل دقيق هذا الموضوع، وذلك من خلال نماذج مختلفة من فترات زمنية متنوعة.
   ترجع بوادر تناول موضوع دور الوسط الطبيعي في توجيه النشاط الإنساني إلى الفكر اليوناني ، ففي كتابه " السياسة "، وضع ارسطو(322 – 284 ق م) مقارنة بين سكان المناطق الباردة في أوربا وسكان أسيا، وأكد  أن سكان أوربا يتميزون بالشجاعة التي كانت أساس حريتهم لكنهم غير ماهرين في الإدارة والفهم، ويفتقدون السيطرة بزمام الأمور، أما سكان أسيا فيتسمون بالفكر والمهارة الفنية ، أما الإغريق فيعيشون في منطقة وسط بين الأسيويين والأوربيين مما جعلهم يجمعون بين مميزات المجموعتين.ونفس الطرح نجده عند هيبوقراط (القرن 5 ق م)، حيث أشار في كتابه " الجو والماء والأقاليم"، إلى دور الموقع والتضاريس في خلق بنيات جسمية معينة، فسكان الجبال المعرضين للأمطار والرياح يتصفون بالشجاعة وطول القامة والطباع الحميدة، أما سكان الأقاليم المكشوفة فيتميزون بنحافة القامة وحب التحكم.


سلطة المجال من خلال نموذج المسعودي ومونتيسكو
وفي القرن 10م تناول المسعودي دور المناخ والتضاريس في تحديد شخصية الإنسان فكريا وجسميا،ويقول:
"سحب الشام ومرتفعاتها ورياحها تحسن الجسم وتصفي اللون، وإن كانت تبلد العقول وتجفي الطبع "  [1]
"أما حرارة مصر وركود هوائها فتكدر الألوان وتخيب الفطن، والمغرب يقسي القلب ويحسن الطبع ويذهب بالرحمة " [2]
" والجبال تخشن الأجسام وتبلد الأفهام لغلظ التربة وتكاثف الهواء، أما العراق، حيث الاعتدال فصفت أمزجة أهله ولطفت أذهانهم واحتدت خواطرهم"[3]
وتطرق مونتيسكيو في كتابه،"روح القوانين"، إلى أثر المناخ في حياة الإنسان حيث يتميز سكان المناطق الباردة بالشجاعة ونقاء النفس والقوة الجسدية، عكس سكان الأقاليم المكشوفة الجافة المتسمين بالجبن والمكر والضعف، وتطرق مونتيسكيو كذلك إلى دور التربة في تحديد خصائص الأنظمة السياسية:
الأنظمة الملكية والديكتاتورية: تتواجد بالتربة الخصبة
الأنظمة الجمهورية والديمقراطية: بالتربة الفقيرة
انطلاقا من هذه  النماذج من الآراء المستقاة يتبين سلطة الطبيعة في توجيه أحداث التاريخ وتحديد الخصائص الجسمية والنفسية والبنيات الثقافية والاجتماعية للإنسان.
 تأثير المجال الجغرافي على الأنشطة البشرية من خلال ابن خلدون
تتضح ملامح الحتمية الجغرافية بشكل واضح عند ابن خلدون(1332 – 1406م)، وفي مقدمته تحدث عن سبعة أقاليم مختلفة من حيث الخصائص التضاريسية والمناخية، مما يخلق تنوعا من حيث الأنماط الثقافية والفكرية،"ولما كان الجانبان من الشمال والجنوب متضادين في الحر والبرد وجب ان تتدرج الكيفية من كليهما إلى الوسط فيكون معتدلا.فلإقليم الرابع اعدل العمران، والذي حافاته من الثالث والخامس اقرب إلى الاعتدال، والذي يليهما من الثاني والسادس بعيدان من الاعتدال، والأول والسابع ابعد بكثير.فلهذا كانت العلوم والصنائع والمباني والملابس والأقوات والفواكه بل والحيوانات...وسكانها من البشر اعدل أجساما وألوانا وأخلاقا واديانا" [4]
يتضح من هذا الاستشهاد الخلدوني أهمية الموقع العرضي للمجالات الجغرافية، في تحديد الخصوصيات الثقافية، وذلك من خلال الربط التفاعلي بين نوعية المناخ من جهة والإنتاج البشري من جهة ثانية، ففي الأقاليم المعتدلة(المغرب،الشام،الحجاز،اليمن، العراق،الهند،الصين،الأندلس، الافرنج..)
تشهد تطورا من حيث بنية ووسائل الإنتاج، ونمط التفكير والثقافة.عكس الأقاليم الأخرى فبناؤهم بالطين والقصب، وملابسهم من أوراق الشجر، وأخلاقهم قريبة من خلق الحيوانات،ولا يعرفون نبوة.
وفسر ابن خلدون اختلاف التوزيع البشري في المعمور بتأثير الظروف المناخية، والتي تجعل الإقليم الأول والثاني اقل عمرانا، وأكثر خلاءا وقفارا ورمالا، عكس الإقليمين الثاني والرابع اللذان يشهدان تركزا بشريا هاما.
"فلذلك كان العمران في الإقليم الأول والثاني قليلا، وفي الثالث والرابع والخامس متوسطا لاعتدال الحر بنقصان الضوء، وفي السادس والسابع كثيرا لنقصان الحر" 4
وتناول ابن خلدون تأثير الحرارة المرتفعة في التأخر الحضاري للشعوب،
"وإفراط الحر يفعل في الهواء تجفيفا ويمنع من التكوين،لأنه إذا أفرط الحر جفت المياه والرطوبات، وفسد التكوين في المعدن والحيوان والنبات،إذ التكوين لايكون إلا بالرطوبة" [5]
وفي إطار خضوع الإنسان لسلطة المجال واكراهات المناخ، فسر ابن خلدون اختلاف ألوان البشر، بتباين درجة الحرارة والبرودة، وأشار إلى أن سواد البشرة لشعوب الإقليمين الأول والثاني،راجع إلى شدة الإشعاع الشمسي، عكس سكان الإقليمين السادس والسابع
"فإن الشمس تسامت رؤوسهم مرتين في كل سنة، قريبة إحداهما من الأخرى، فتطول المسامتة عامة الفصول، فيكثر الضوء لأجلها، ويلح القيظ (شدة الحر)، عليهم وتسود جلودهم لإفراط الحر.ونظير هذين الإقليمين مما يقابلهما من الشمال الإقليم السادس والسابع، شمل سكانهما البياض من مزاج هوائهم للبرد المفرط بالشمال...فيضعف الحر فيها ويشتد البرد عامة الفصول،فتبيض ألوان أهلها وتنتهي إلى الزعورة" 6
ولا يقتصر تأثير المناخ وخاصة الهواء، حسب ابن خلدون على الألوان والأبدان فقط، بل تعداه إلى أخلاق البشر،
"قد رأينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب،فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع موصفين بالحمق في كل قطر،والسبب في ذلك أنه تقرر في موضعه من الحكمة أن طبيعة الفرح والسرور هي انتشار الروح الحيواني وتفشيه، وبيعة الحزب العكس" [6]
"ولما كانت فاس من بلاد المغرب بالعكس منها في التوغل في التلول الباردة، ترى أهلها مطرقين إطراق الحزن" [7]
 إضافة إلى تأثير المناخ في طباع وألوان وأبدان البشر، أشار ابن خلدون إلى دور التغذية في تباين القدرات الفكرية والجسمية للشعوب،
"وتجد مع ذلك هؤلاء الفاقدين للحبوب والادم من أهل القفار أحسن حالا من جسومهم وأخلاقهم من أهل التلول المنغمسين في العيش:فألوانهم أصفى، وابدأنهم أنقى، وأشكالهم أتم وأحسن، وأخلاقهم ابعد من الانحراف، وأذهانهم اثقب في المعارف والادراكات " [8]
أما الأقاليم المخصبة العيش، الكثيرة الزرع والفواكه والادم يتصف أهلها بالبلادة في أذهانهم والخشونة في أجسامهم.



[1] علي بن الحسين المسعودي،مروج الذهب ومعادن الجوهر،ج 2، دار التراث، بيروت، 1968، ص 61
[2] نفس المصدر، ص 62
[3] نفسه، ص 63
[4] عبد الرحمان بن خلدون، المقدمة،دار الفجر للتراث القاهرة ط 1، 2004، ص 113

[5] نفس المصدر، ص 76
[6] نفسه، ص 115
[7] نفسه، ص 118
[8] – نفسه، ص 119

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Blogroll

About